الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد...
فقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن الصائم حينما يقع في معصية من المعاصي وينهى عنها . يقول << رمضان كريم >> !!!
فما حكم هذه الكلمة ؟ وما حكم هذا التصرف ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : حكم ذلك أن هذه الكلمة << رمضان كريم >> غير صحيحة ، وإنما يقال << رمضان مبارك >> وما أشبه ذلك ؛ لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريما ، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل ، وجعله شهرا فاضلا ، ووقتا لأداء ركن من أركان الإسلام ، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي ، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل ، عكس ما يتصوره القائل ، وقالوا : يجب على الإنسان أن يتقي الله عزوجل قال تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عزوجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) فالصيام عبادة لله ، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله ، وليس كما قال هذا الجاهل :
إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي) انتهى
المصدر : مجموع فتاوى ورسائل للشيخ ابن عثيمين (ج20 / رقم 254)